الجمعة 19 سبتمبر 2025 12:53 صـ 25 ربيع أول 1447 هـ
أهلي أونلاين
Embedded Image
×

الدكتورة هبة إسماعيل تكتب : التعليم … قيمة لا تهتز

الخميس 18 سبتمبر 2025 10:43 مـ 25 ربيع أول 1447 هـ
الدكتورة هبة إسماعيل تكتب :  التعليم … قيمة لا تهتز

في عصر باتت فيه "الترندات" الهابطة تتصدر المشهد، ويُسلّط الضوء على محتوى لا يحمل أي قيمة معرفية أو فكرية، اهتزت صورة التعليم في نظر الكثيرين، وتراجع إيمان البعض بدوره في بناء المستقبل.
لكن هذا التراجع ليس حقيقيًا، بل هو خداع بصري صنعته الضوضاء المؤقتة.

الحقيقة الثابتة أن التعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه الأمم، وهو الجسر الوحيد لعبور المجتمعات إلى مستقبل أكثر وعيًا واستدامة.
فالشهرة قد تُصنع بكاميرا وهاتف، لكنها لا تصنع إنسانًا، ولا تبني مجتمعًا، ولا تُحدِث تنمية.
اليوم، نشهد فجوة واضحة بين قيمة التعليم والعائد المادي الذي يجنيه من يُقدّم محتوى سطحي، في مقابل ما يحصل عليه أصحاب التخصص والمعرفة، ما جعل الكثير من الشباب يتساءلون:
"لماذا أتعلم؟ إن كان من لا يملك مؤهلًا أكاديميًا يكسب أضعاف من أفنى عمره في الدراسة؟"
والإجابة هنا ليست إنكارًا للواقع، بل تصحيحًا للمفاهيم:
الترندات لا تدوم، أما العلم فباقٍ.
العائد الحقيقي من التعليم لا يُقاس فقط بالأموال، بل بما يصنعه من تأثير، وقيمة، واحترام، وبما يتيحه لصاحبه من قدرة على الإبداع والقيادة والتطوير.
فلا يوجد مجال تنمية أو تطور حقيقي دون تعليم.
الاقتصاد بحاجة إلى العقول المفكرة.
الصحة تحتاج إلى العقول المدربة.
والمجتمع لا يقوم إلا على أساس من الوعي.
إن ما نراه من اضطراب في بعض القيم الاجتماعية لا يعني أن نُقلل من قيمة التعليم، بل يُحتم علينا أن نُعيد تصديره كقضية رأي عام، وندعو إلى رفع شأن المعلم، وتكريم الباحث، وتقدير كل من يسعى إلى بناء ذاته بالعلم.
الرهان الحقيقي ليس على من يُجيد الضجيج، بل على من يملك الفكرة والرؤية والمعرفة.
ففي نهاية المطاف، من يُحدث التغيير الحقيقي؟
ليس من صنع ضجة، بل من صنع أثرًا.
فلنعد للتعليم هيبته، وللمعرفة مكانتها، وللعلماء احترامهم...
فهم منارات هذا الوطن، وأساس مستقبله.