غادة قطاطة… عندما يصنع الشغف مسيرة

من مشاهد شغوف بالأفلام إلى عضو لجنة تحكيم وجائزة أفضل ممثلة في إيطاليا… كيف تختصر غادة قطاطة رحلتها مع الفن؟ وهل كنتِ تتوقعين أن يتحول الشغف إلى مسيرة مهنية بهذا الحجم؟
كانت بدايتي مع الفن والسينما بسيطة لكنها مليئة بالشغف… كنت مجرد مشاهد يسرقه السحر من خلف الشاشة. تعلمت اللهجات العربية من الأعمال السينمائية، وأتقنت اللهجة المصرية، وتعرفت على ثقافات المدن، أطباقها، رقصاتها، وحتى تفاصيل الحياة اليومية من أفلام الأبيض والأسود. مع الوقت، لم أعد أتابع فقط من أجل المتعة، بل أصبحت ألاحظ أدق التفاصيل، من الإضاءة إلى الألوان، ومن زوايا التصوير إلى الأخطاء في الـ”ركور”… كنت أرى ما لا يراه غيري، لأنني كنت أُشاهد بقلب الفنان، لا بعين المتفرج.
هذا الشغف تطور ونضج معي، حتى وجدت نفسي في قلب الحلم: تم اختياري كعضو في لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة. لم يكن هذا مجرد تكليف، بل تتويج لمسار طويل بدأ من مقعد المتفرج وانتهى على مقعد التقييم.
وفي رحلتي الإعلامية، أدركت أن حبي للفن لم يكن فقط هواية، بل كان بصمة واضحة في كل حوار أجرَيتُه مع فنان. كنت أبحث دائمًا عن العمق، عن لحظة الصدق خلف الأداء، عن الإنسان خلف الأضواء.
ومن المحطات التي أعتز بها كثيرًا، حصولي على جائزة “أفضل ممثلة” في أحد أعرق المهرجانات السينمائية في إيطاليا – جائزة لم تكن مجرد تكريم لأداء تمثيلي، بل شهادة لمسيرة شغف طويلة، بدأت بخطوة صغيرة وانتهت بمنصة دولية.
ورغم كل ما تحقق، يبقى في داخلي يقين لا يتغير: أن طموحي لم ولن يتوقف… لأن القادم، دون شك، سيكون مفاجأة.