وداعًا للنجم ومرحبًا بالتاريخ! قصة ”التحدي” الملهمة تتجاوز الصعاب وتصل لمجموعة التتويج في الدوري الليبي

في واحدة من أجمل قصص العزيمة والمثابرة في الدوري الليبي هذا الموسم كتب نادي التحدي فصل تاريخ في مسيرته الكروية، فالفريق الذي كان يصارع شبح الهبوط في الموسم الماضي نجح في تحقيق إنجاز لافت بالتأهل للمرة الأولى على الإطلاق إلى مجموعة التتويج باللقب بنظامها الاحترافي، وذلك حتى قبل خوض الجولة الأخيرة من المرحلة الأولى للمسابقة.
الإنجاز تحقق رسميًا عقب الفوز الثمين والمستحق على فريق الأنصار بهدفين مقابل هدف في الجولة الخامسة عشرة ليحلق الفهود نحو مرحلة الكبار التي طال انتظارها، هذا التأهل لم يأتي من فراغ بل هو نتاج عمل كبير بدأ منذ الصيف الماضي، حين شهد النادي تحول جذري بإبرام سلسلة من التعاقدات الجديدة ومنح الثقة للمدرب المصري الخبير خالد جلال لقيادة الدفة الفنية.
المفارقة المذهلة تكمن في أن هذا النجاح الباهر تحقق رغم قرار النادي الذي أثار جدل واسع في ديسمبر الماضي بالتفريط في أبرز نجومه وهدافه اللاعب الدولي فهد المسماري الذي انتقل لخوض تجربة احترافية مع النادي الإفريقي التونسي، فكثيرون توقعوا أن يتأثر الفريق سلبًا برحيل نجمه الأول خاصة وأن رئيس مجلس الإدارة نجيب الورفلي وهو لاعب سابق بالفريق واجه انتقادات لاذعة بسبب هذا القرار.
لكن فريق التحدي أثبت أنه وكما يحمل اسمه قادر على تجاوز التحديات فالفريق انتفض في الدور الثاني من المرحلة الأولى وقدم مستويات رائعة وحقق نتائج لافتة مكنته من جمع 25 نقطة حتى الآن ليضمن المركز الثالث في المجموعة الأولى والتأهل رسمياً لمجموعة التتويج، ولكن رجال المدرب خالد جلال لم يكتفوا بالدفاع عن حظوظهم بل سجلوا 20 هدف واستقبلت شباكهم 11 هدف فقط في 15 مباراة حيث حققوا 6 انتصارات و7 تعادلات وخسارتين مما يعكس توازن الفريق وقوته.
ولكن الطموح لم يتوقف عند هذا الحد فالتحدي يملك فرصة حقيقية لتحسين مركزه وانتزاع وصافة المجموعة عندما يستضيف نادي الأخضر صاحب الـ 28 نقطة في الجولة الأخيرة، فالفوز في هذه المباراة يعني إنهاء المرحلة الأولى في المركز الثاني وهو ما سيعطي دفعة معنوية إضافية قبل الدخول في معترك مجموعة التتويج.
وبعد ضمان التأهل سيدخل الفريق مرحلة جديدة من الاستعداد للمنافسة على اللقب وهو حلم مشروع لفريق سبق له وأن تذوق طعم التتويج بلقب الدوري الليبي في عصر الهواية ثلاث مرات في أعوام 1967و 1977و 1997، إن قصة التحدي هذا الموسم هي شهادة حية على أن العمل الجماعي والإصرار يمكن أن يتفوقا على أصعب الظروف حتى لو تطلب الأمر التضحية بأبرز النجوم من أجل مصلحة الفريق ككل.