• الرئيسية
• عربي وعالمي

رغم أن كبوة ريال مدريد الأخيرة أمام فالنسيا في الليغا أثارت بعض علامات الاستفهام حول مستوى الفريق، إلا أن كل هذا يتوارى الآن أمام الأهمية القصوى للمواجهة المرتقبة في دوري أبطال أوروبا، فالأنظار تتجه نحو صدام العمالقة في ذهاب ربع النهائي حيث يحل الميرينغي ضيف على أرسنال الذي يمتلك أسلحته ونقاط ضعفه التي ستكون محور هذه المعركة التكتيكية.

عند تحليل فريق الجانرز بقيادة ميكيل أرتيتا نجد ملامح واضحة لشخصيته الكروية هذا الموسم وأبرز ما يميز أرسنال هو الوعي التكتيكي والانضباط الدفاعي العالي، فالفريق يعمل ككتلة واحدة ويتحرك بتناغم ويصعب اختراقه وهو سلاح أساسي لمحاولة تحييد خطورة نجوم ريال مدريد الفردية.

إضافة إلى ذلك يمتلك أرسنال قوة لا يستهان بها في الكرات الثابتة فلاعبوه يظهرون تميز ملحوظ في تنفيذ واستغلال الركلات الركنية والحرة وهي تفاصيل صغيرة قد تحسم مباريات كبيرة في الأدوار الإقصائية الأوروبيةخاصة عندما تكون المواجهة متقاربة، كما يجيد الفريق اللندني التحكم في إيقاع اللعب وقتل المباراة عند الحاجة مما قد يسبب الإحباط لفريق يعتمد على سرعة نقل الكرة مثل ريال مدريد.

لكن وكما لكل فريق نقاط قوة هناك أيضًا ثغرات قد يستغلها الخصم ومن أبرز ما قد يعاني منه أرسنال هو غياب التنوع والحلول الهجومية المتعددة في بعض الأحيان، فقد يجد الفريق نفسه في مأزق إذا تمكن دفاع ريال مدريد من فرض رقابة لصيقة على مفاتيح لعبه الرئيسية مما يحد من قدرته على خلق الفرص من لعب مفتوح متنوع.

والنقطة الأهم والتي تميل فيها الكفة بوضوح لصالح ريال مدريد هي عامل الخبرة فالفريق الملكي هو ملك هذه البطولة بلا منازع لاعبوه معتادون على ضغوطات الأدوار المتقدمة ويعرفون كيف يتعاملون مع المباريات الحاسمة، هذا التراكم الهائل من الخبرات الأوروبية قد يشكل فارق حاسم أمام فريق أرسنال الذي رغم تطوره لا يزال يفتقد لهذا الإرث في دوري الأبطال مقارنة بريال مدريد.

في النهاية يدرك ميكيل أرتيتا أن مفتاح تحقيق نتيجة إيجابية على ملعبه يكمن في تعظيم نقاط قوة فريقه وهي الانضباط التكتيكي واستغلال الكرات الثابتة وفرض إيقاعه الخاص، وعلى الجانب الآخر يقع على عاتق المخضرم كارلو أنشيلوتي مهمة إيجاد الوصفة المناسبة لتفكيك هذا التنظيم الدفاعي، واستغلال أي تردد أو نقص في الخبرة لدى المدفعجية للخروج بنتيجة تخدم طموحات فريقه في معقل المنافس بلندن.