ثورة في عرين الوداد: الجماهير تُعلن العصيان وآيت منا في مرمى النيران
أطلقت جماهير نادي الوداد البيضاوي المغربي صيحات استغاثة مدوية مساء أمس الاثنين، تعبيرًا عن غضبها واستيائها الشديد من الأوضاع المتردية التي يعيشها النادي واستمرار النتائج الكارثية للفريق للموسم الثاني على التوالي، حيث تُنذر هذه الأوضاع بتكرار سيناريو الموسم الماضي المخيب للآمال، والذي خرج فيه بطل إفريقيا لعام 2022 خالي الوفاض من جميع المسابقات، ممّا أثار قلقًا واسعًا في أوساط الجماهير الودادية.
مرّ نادي الوداد الرياضي ببداية موسم مشابهة إلى حد بعيد لنهاية موسم 2023-2024، إذ لم يتمكن الفريق من استرجاع لقب البطولة المغربية واكتفى بالمركز الخامس في جدول الترتيب، وهو ما أدى إلى حرمانه من المشاركة في البطولات القارية، وتعود أصول المشاكل الإدارية والرياضية التي يعاني منها الوداد إلى شهر يناير من السنة الحالية، حين تم توقيف رئيس النادي في ذلك الوقت، سعيد الناصيري، بتهم مرتبطة بالرشوة وتبييض الأموال والتهريب الدولي للمخدرات، ما أحدث وضعًا من الاضطراب على المستويين الإداري والتقني داخل النادي.
وعلى الرغم من أن الوداد أنهى موسمًا صعبًا للغاية، إلا أنه تمكن من الخروج منه ببطاقة التأهل للمشاركة في كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في يونيو 2025، إلا أن الفريق المغربي لا يبدو في وضع جيد أو جاهزية تامة للمشاركة في هذا الحدث العالمي حتى الآن، وذلك بسبب استمرار حالة الفوضى الإدارية والتخبط في النتائج السلبية، حيث تلقى الفريق مساء السبت الماضي خسارة ثقيلة على أرضه أمام فريق المغرب الفاسي بنتيجة (4-1)، وهي المباراة الثالثة على التوالي التي يفشل فيها الفريق في تحقيق الفوز.
وشن مشجعو الوداد هجومًا لاذعًا على رئيس النادي الحالي، هشام آيت منا، والمدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي فشل في تكرار تجربته الناجحة مع نادي صن داونز، ليواصل فريق "الواك"، كما يُطلق عليه مشجعوه، انحداره في دوامة النتائج السلبية في الدوري المغربي، وقد نشرت روابط منخرطي الوداد البيضاوي مساء الاثنين بيانًا شديد اللهجة، وجهوا خلاله سلسلة من الاتهامات لرئيس النادي هشام آيت منا، معتبرين إياه المتسبب الرئيسي في الوضع الذي يعيشه الفريق خلال موسم 2024-2025.
عبّر منتمو النادي عن رفضهم التام للوضع الراهن، وحمّلوا مجلس الإدارة مسؤولية الإهمال الإداري والفوضى التي قادت إلى هذه النتائج الوخيمة في النصف الأول من الموسم الحالي، ورأى البيان المنشور على حساب النادي في وسائل التواصل الاجتماعي أن الصفقات الأخيرة التي أُبرمت مقابل مبالغ مالية ضخمة لم تُثمر عن التحسن المنشود للفريق، الأمر الذي أسفر عن تدهور النتائج وتقويض مكانة النادي أمام خصومه.
وقد نال هشام آيت منا، الذي تم انتخابه رئيسًا للوداد في الصيف الماضي، النصيب الأكبر من غضب المشجعين، خاصةً بسبب انخراطه في تصريحات تهاجم الأندية المنافسة بدلًا من التركيز على تحسين وضع فريقه، بحسب وجهة نظر الجماهير، وطالب منخرطو الوداد في بيانهم الغاضب بعقد اجتماع عاجل مع آيت منا لتوضيح أهداف الفريق، مؤكدين على ضرورة ضمان الفريق على الأقل التأهل لدوري أبطال إفريقيا قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية 2025، ويحتل الوداد البيضاوي حاليًا المركز السادس في الدوري المغربي للمحترفين برصيد 24 نقطة بعد مرور 16 جولة.